سيف الإسلام
المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 07/12/2007
| موضوع: قصيدة لابن القيم الجمعة فبراير 22, 2008 11:21 am | |
| قال الإمام العلامة شيخ الإسلام
شمس الدين أبو بكر محمد ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ : |
مشهد الحجيج | أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ | وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا | وقدْ كَشفُوا تِلكَ الرُّؤوسَ توَاضُعًا | لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ | ُيُهلُّونَ بالبيداءِ لبيك ربَّنا | لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ | دعاهُمْ فلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً | فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ | ترَاهُمْ على الأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ | وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ | وَقدْ فارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً | ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْ والتَّنَعُّمُ | يَسِيرونَ مِن أقطارِها وفِجاجِها | رِجالا ورُكْبانا ولله أسْلمُوا | ولمَّا رأتْ أبصارُهُم بيتَهُ الذي | قلوبُ الوَرَى شوقًا إليهِ تَضَرَّمُ | كأنهمُ لمْ يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ | لأنَّ شَقاهُمْ قد ترحَّلَ عنْهُمُو | فلِلَّهِ كمْ مِن عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ | وأخرى على آثارِها لا تَقَدَّمُ | وَقدْ شَرِقتْ عينُ المُحِبِّ بدَمْعِها | فينظرُ مِن بينِ الدُّموعِ ويُسْجِمُ | إذا عَايَنَتْهُ العَيْنُ زالَ ظلامُها | وزالَ عن القلبِ الكئيبِ التألُّمُ | ولا يَعْرِفُ الطرْفُ المُعايِنُ حسْنَهُ | إلى أن يعودَ الطرْفُ والشوقُ أعْظمُ |
| |
|